«راديو فرنسا»: إجراءات طارئة في إفريقيا الوسطى للتعامل مع خطر الفيضانات
«راديو فرنسا»: إجراءات طارئة في إفريقيا الوسطى للتعامل مع خطر الفيضانات
تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة بانجي خلال الأسابيع الأخيرة في خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات طارئة للتعامل مع الوضع المتفاقم، مع التركيز على الحد من مخاطر الفيضانات التي تهدد السكان.
وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في جمهورية إفريقيا الوسطى، الاثنين، من استمرار ارتفاع منسوب مياه نهر أوبانجي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الفيضانات في المناطق المنخفضة المحاذية للنهر، وفقًا لما ذكره راديو فرنسا الدولي.
ونتيجة لهذه التحذيرات، طلبت السلطات من السكان في المناطق الحرجة على ضفاف النهر مغادرتها تجنبًا لتعرضهم لمزيد من المخاطر. وقد بدأ العديد من السكان بالفعل في إخلاء الأحياء الأكثر عرضة للفيضانات.
خطة طوارئ حكومية
أعلنت الحكومة الإفريقية الوسطى في ظل تصاعد الأزمة، وبالتعاون مع شركائها الدوليين عن إعداد خطة طوارئ تهدف إلى نقل الأسر الضعيفة المتضررة من الفيضانات وتأمين الأراضي المناسبة لهم بعيدًا عن المناطق المهددة.
تهدف الخطة إلى تقديم الدعم السريع والتخفيف من الأضرار المترتبة على الفيضانات، حيث تسعى إلى توفير مأوى آمن للعائلات المتضررة.
تداعيات إنسانية ومادية
تشير التقارير المحلية إلى أن الفيضانات تسببت في وقوع ضحايا وتدمير منازل وبنية تحتية أساسية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في العاصمة بانجي.
ومع استمرار هطول الأمطار وتفاقم الأضرار، تجد السلطات نفسها أمام تحديات كبيرة في مواجهة الكارثة الطبيعية وتأمين حياة السكان الذين تأثروا بالفيضانات.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.